Page 34 - web
P. 34

‫مـحــــطــات‬
                                                                            ‫عربية أمنية‬

‫واستجابة للتطور الحاصل في تدبير المعطيات الديموغرافية للأشخاص‪ ،‬خصو ًصا‬      ‫حركية الأشخاص والتهديدات التي قد تنشأ عنها‪ ،‬ثم تقييم المخاطر الناتجة عن‬
‫المسافرين والعابرين‪ ،‬شاركت المديرية العامة للأمن الوطني خلال العقد الأول‬    ‫الوجهات الجغرافية التي ترتبط بالمعابر الحدودية الوطنية‪ ،‬وهي المعطيات التي‬
‫من القرن الجاري في إطلاق ورش الانتقال من الهوية الكلاسيكية إلى الهوية‬       ‫يتم تحليلها وبناء مخططات العمل على ضوئها‪ ،‬بالتنسيق الدائم طب ًعا مع باقي‬
‫البيومترية للمواطنين‪ ،‬حيث تم إدماج هذه التكنولوجيا المتطورة في وثائق السفر‬
‫التي أضحت تحمل اليوم رقاقات رقمية تتضمن المعطيات البيومترية لحامل جواز‬                                 ‫الشركاء المؤسساتيين والمتدخلين الحكوميين‪.‬‬
‫السفر‪ ،‬مع توفير ما يتطلبه هذا التحول من حلول معلوماتية متكاملة وتكوين‬       ‫أما على المستوى الوطني‪ ،‬فتعمل مراكز شرطة المنافذ الحدودية بالتنسيق‬
‫لموظفي الشرطة على التعامل مع أنواع مختلفة من الرقاقات المعلوماتية‪،‬‬          ‫بينها عبر قناة للإشراف تتمثل في القسم المركزي لشرطة الحدود بالمديرية‬
‫واستخلاص المعطيات المخزنة بها‪ ،‬واستغلالها في المراقبة الحدودية تفاد ًيا‬     ‫العامة للأمن الوطني‪ ،‬وهو بنية مركزية تروم توحيد تقنيات العمل والرفع‬
                                                                            ‫من مردوديتها‪ ،‬فض ًل عن العمل كقاعدة مركزية للتنسيق واتخاذ القرار وإدارة‬
            ‫لعمليات انتحال الهوية والاستعمال غير المشروع لوثائق السفر‪.‬‬      ‫المخاطر والإنذار بخصوص كافة التهديدات التي ترتبط بأمن المنافذ الحدودية‪،‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬سارعت المديرية العامة للأمن الوطني انطلا ًقا من سنة ‪ 2016‬إلى‬       ‫عل ًما بأن هذا القسم المركزي يعمل بدوره ضمن آلية تنسيق وطنية تضم مختلف‬
‫الشروع في اعتماد وتعميم نظام التدبير المعلوماتي للمراكز الحدودية المعروف‬
‫اختصا ًرا باسم « ‪ ،» SGPF‬وهو عبارة عن منظومة معلوماتية متكاملة متصلة‬                                                     ‫الفاعلىن في المجال أي ًضا‪.‬‬
‫بأجهزة كاميرا رقمية وماسحات ضوئية القراءة لمراقبة صحة المعطيات الواردة‬
‫بها‪ ،‬فض ًل عن تخزينها مرفقة ببيانات التنقل على خوادم تمكن من استغلال هذه‬                 ‫التكنولوجيا في خدمة الأمن‬
‫المعطيات على مدار الساعة في مجموعة من الحوامل المختلفة‪ ،‬مع الحفاظ‬
‫على قواعد الخصوصية والأمن والسرية الشاملة التي يجب أن تحيط بعملية تدبير‬     ‫كانت المديرية العامة للأمن الوطني سباقة إلى إدماج التكنولوجيا المعاصرة في‬
                                                                            ‫تدبير أمن المنافذ الحدودية على الصعيد الوطني‪ ،‬فمنذ البدايات الأولى لعصر‬
                                                       ‫هذه المعطيات‪.‬‬        ‫الكمبيوتر‪ ،‬تم اعتماد التدبير الآلي لقواعد معطيات السفر من خلال تحصيل‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬تم الحرص على ربط النظام المعلوماتي لتدبير المراكز‬           ‫ومعالجة وتخزين معطيات الأشخاص والمركبات بكافة المعابر الحدودية‪،‬‬
‫الحدودية بكافة قواعد البيانات التي تملكها المديرية العامة للأمن الوطني‪،‬‬     ‫قبل الوصول اليوم إلى اعتماد وتشغيل تكنولوجيات رقمية وبيومترية متكاملة‬
‫وخصو ًصا تلك المتعلقة بالأشخاص المبحوث عنهم‪ ،‬سواء على المستوى الوطني‬        ‫في التعريف بالأشخاص وتسجيل عمليات ولوجهم ومغادرتهم التراب الوطني‪،‬‬
‫أو ضمن النشرات التي تصدرها المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «إنتربول»‪ ،‬أو‬    ‫بالإضافة إلى تأمين بنيات المراكز الحدودية نفسها في مواجهة كافة الأخطار‬

                                                                                                                            ‫والتهديدات المستجدة‪.‬‬

                                                                                                                                                       ‫‪34‬‬
   29   30   31   32   33   34   35   36   37   38   39